U3F1ZWV6ZTQ3MzM0MDY5OTI2MDA3X0ZyZWUyOTg2MjQyNDMyNzE4Nw==

(حنان) قصة من الواقع


        
                                             ( حنان) قصة حقيقة 
 
رن هاتفي ، المتكلم صوت مألوف ومعتاد لدي إنه السيد حمدي مكرم وجيه من وجهاء القرية ، أيقنت أن الأمر جد خطير فهو غالبا لا يتصل إلا لأمر ذي بال إما مصلحة له أو لغيره سيخرج منها بمصلحة كما اعتدت 
قال : كيف الحال يا شيخ حمادة؟
     : الحمد لله أخبار معاليك؟
     : الحمد لله بخير ونعمة ، محتاجك في مشوار يهم حد يعز عليا ومفيش حد غيرك نثق فيه
    : تحت أمر معاليك ، هي الحالة في البلد ؟
    : لا مش من البلد ووفر أسئلتك الكتيرة يا شيخ ، كلها شوية وفيه حد هييجي ياخدك بعربية وهتعرف بعدين كل التفاصيل .
   : طب سؤال
   : ما قلنا مفيش أسئلة وهتعرف كل حاجة بعدين ..سلام 
  أغلق هاتفه منهيا مكالمته المقتضبة والمثيرة للفضول ، ولكن كما يقول المثل يا خبر النهارده بفلوس بكره يبقى ببلاش .
 جلست منتظرا من سيأتي ليأخذني ، تساؤلات كثيرة تدور في عقلي ، مرت ساعة متثاقلة يزيد ثقلها فضولي وشغفي ، طرقات على الباب ، فتحت الباب صدمتني المفاجأة ، شرطيا يطلب مني الذهاب معه وركوب سيارة الشرطة .
لم أستوعب ما حدث ، تحركت ولم أنطق بحرف ، عقدَت المفاجأة لساني ، سألت نفسي ماذا فعلت أو جنيت؟! ، كل ما أفعله أني أعالج مَن أصابه مس أو سوء دون أن أتقاضى مليما من غير القادر ولم يشك أحد مني ولم يشتكيني أحد فلست بمشعوذ أو دجال إنما اتقي الله في عملي .
 سرت ببطء متثاقلا كمن يقاد إلى حتفه ، نظرت للسيارة الزرقاء إزاداد قلبي انقباضا ، لكن سرعان ما سرت الطمأنينة بداخلي حينما شاهدت السائق ينزل ويفتح لي باب السيارة الأمامي، تعلو وجهه ابتسامة هادئة 
قلت لنفسي قبل أن اسأل السائق : عماد بيه يريدني في منزله لابد أن الأمر شخصي ، وبحسب خبرتي أيقنت أن الأمر خاص به أو بأحد أفراد عائلته ولا يتعلق بعمله في الشرطة ، فحمدت الله ودعوته أنه ييسر لي مهمتي .

انطلق السائق مسرعا لوجهتنا ، ساعاتان قضيناها في طريقنا فالمسافة ليست بالقريبة والمنزل هناك في قرية في أقاصي المحافظة ، الطريق وعر ، أرضه ترفعنا وتخفضنا ، المعاناة طالت جسدي وطالت السيارة التي لم أستقر على مقعدها السيارة ولو للحظة واحدة .
توقفت السيارة أمام بيت كبير ، يحوطه سور ممتد تزينه أشجار متنوعة 
وقليل من النخيل المثمر . وما هي إلا لحظات وفُتِح الباب لتدخل منه السيارة .
 يقف في انتظارنا جمع من الرجال أظنهم إخوه فملامحهم متقاربة ، ما إن توقفت السيارة حتى تحلقوا حول السيارة وتقدم أحدهم وفتح لي الباب ومد يده ليساعدني ، تفرست وجهه إنه  اللواء عماد ، احتضنني وقبلني مُرَحِبا بي ، ومن ثم هرع الجميع ليسلموا علي بحفاوة وترحاب 
:تفضل يا مولانا ، البيت والبلد كلها نورت  (هكذا قال عماد بيه)
: الله يعزك يا سعادة البيه
قال ضاحكا: بيه مين ، البيه هناك في المديرية مش هنا إنت هنا في بيتك 
: دا من ذوقك وأصلك الطيب ، أؤمرني يا عماد بيه خير 
نظر عماد بيه للموجودين ، فخرجوا جميعا وانفرد بي قائلا 
:مشكلة كبيرة ومش لاقيين ليها حل ، وصراحة الحاج حمدي مكرم قال مش هيحلها إلا حضرتك .
: تحت أمرك من عنيا ، بس إنت عارف شرطي الوحيد ، ما يكونش فيها أذية لحد أو إجبار لحد على حاجة.
: عيب يا مولانا أنا عارف إنت شغال إزاي ، دا مشوار خير 
: يبقى كده أنا تحت أمر سيادتك.
#الجزء الأول
#يتبع
#ياسر الروبي
                     
ليست هناك تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة